ما فتئ حقل الاتّصال والإعلام يشهد تغيرات جذريّة بسبب التّطوّرات المتلاحقة والمتسارعة في مجال تقنية المعلومات، وما يفرزه هذا المجال من تطبيقات تقنية، أهمها اليوم تطبيقات الذّكاء الاصطناعي التي أثّرت، وستؤثّر بشكل أكبر في بيئة العمل الإعلامي، وخصائصها، وطبيعة عمل المؤسّسات الإعلاميّة، والمشتغلين فيها. ويشكّل إنتاج المحتوى المولّد بالخوارزميات أحد أبرز مظاهر إدماج الذّكاء الاصطناعي في مجال الإعلام، لقدرته على معالجة البيانات الضّخمة وتوظيفها في إنتاج مختلف المواد الصّحفيّة والإعلاميّة، وكشف الأخبار الزّائفة، وتسريع مراحل التّدقيق والتثبت اللاّزمة بحثا عن مصداقيّة المحتوى الإعلامي. كما تساهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة المستخدم من خلال تسهيل البحث واسترجاع المعلومات، إلى جانب ما يوفره من وسائط للتّفاعل مع المحتوى الإعلامي، بشكل يساعد على توجيه هذا المحتوى بدقة أكبر نحو الجماهير المستهدفة، وفهم الاتّجاهات الإعلاميّة وتحليل البيانات للتنبّؤ بالأحداث المستقبليّة.
وتساهم تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في توسيع سوق الخدمات الإعلاميّة والإعلانية على الصّعيدين المحلّي والعالمي، كما تعزز هذه التطبيقات أنشطة الاتصال الاستراتيجي، وتوجيهها نحو الجماهير المستهدفة بناء على اتجاهات تلك الجماهير واحتياجاتها. وهو الأمر الذي عظّم من دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز القدرات التّنافسيّة لسوق العلاقات العامة والإعلان. وتؤكّد بعض المؤشّرات سرعة نمو استخدام تطبيقات الذّكاء الاصطناعي بنسبة 270٪ خلال الأربع سنوات الأخيرة. فقد بلغ عدد الدّول التي تستخدم تلك التّقنيات 65 دولة، ويتوقّع أن يصل العائد من السّوق العالمي لتطبيقات الذّكاء الاصطناعي في مجال الإعلام إلى 8.4 مليار دولار بنهاية 2023.
وتفيد بعض التّقارير الدّولية أنّ معظم تطبيقات الذكاء الاصطناعي تتمحور في عدّة مجالات، أبرزها؛ أتمتة المحتوى الإعلامي وصناعته (المقروء، والمسموع، والمرئي)، واكتشاف المحتوى الزائف، وتحليل البيانات الضّخمة، وإعلام الميتافيرس. كما أشارت تقارير منتدى الاقتصاد العالمي (دافوس) لعام 2020 إلى توجّه وظائف المستقبل نحو تقنيات الذّكاء الاصطناعي، وأنظمة الرّوبوتات والبيانات الضخمة التي ستحلّ محل الكثير من الوظائف الحالية.
ويثير هذا التّقدم التكنولوجي تساؤلات عدة حول تغيرات البيئة الإعلامية والاتصالية والمشتغلين فيها، والمهارات اللازمة لمواكبة التغيرات المستقبلية، والتحديات الأخلاقية والقانونية المرتبطة بتوظيف الذّكاء الاصطناعي في الإنتاج الإعلامي؛ وهي تساؤلات تفتح مجالات تفكير ونقاش حول وضــع السّياســات وآليــات الحوكمــة والمعاييــر، والضّوابــط الخاصّــة بأخلاقيات الذّكاء الاصطناعي ومتابعـة الالتـزام بهـا في وسائل الإعلام لضمان الاستخدام المسؤول لها. فما هي تأثيرات التّطورات السّريعة في تقنيات الذّكاء الاصطناعي في مجال الإعلام؟ وما هي تحديّاتها؟ وكيف نحافظ على التّوازن بين استخدام التّقنيات الذّكيّة في الصّناعة الإعلاميّة والأخلاقيّات؟ وكيف يمكن أن يؤثّر استخدام الذّكاء الاصطناعي في مصداقيّة الأخبار؟ وكيف نتفادى انحياز البيانات أو تأثيرها في الرّسائل الإعلاميّة؟
تعزيز الجهود البحثيّة ذات الصّلة بأساليب توظيف تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في مختلف جوانب الصّناعة الإعلاميّة، وعناصرها. مناقشة وتبادل المعارف والخبرات والتّجارب ذات الصّلة باستخدامات الذّكاء الاصطناعي في حقل الاتّصال والإعلام، وما تفرزه هذه التّجارب من ظواهر إعلاميّة مختلفة. رصد وتحليل تأثير توظيف الذّكاء الاصطناعي في الصّناعة الإعلاميّة. استشراف مستقبل استخدام تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في حقل الاتّصال والإعلام.
الموقع الجغرافي للمؤتمر فندق انترسيتي الخوير
https://maps.app.goo.gl/RqCLYsPRkkKKh5tN6
للاستفسارات التواصل على إيميل:
abeer@squ.edu.om