مبررات تنظيم المؤتمر
نظرا لأهمية التربية الإعلامية للجمهور والتعليم والتأهيل الإعلامي الخاص بطلاب الاعلام وبممارسي المهنة في عصر رقمي متحول، يجمع هذا المؤتمر بين التربية الإعلامية والتعليم والتأهيل الإعلامي، وذلك للمبررات التالية:
1. تسليط الضوء على مفهوم التربية الإعلامية الذي يتجاوز فكرة إعداد المتلقي للتعامل النقدي مع رسائل الإعلام وتفسيرها وفرزها، إلى مفهوم أشمل وأعمق يتناول كل ما يتعلق بإنتاج المواد الإعلامية والتفاعل معها.
2. تطور الفضاءات الإعلامية عموما والرقمية خصوصا، وما يفرضه ذلك من ضرورة استدعاء مقاربات تأخذ بعين الاعتبار السياقات الفكرية والثقافية والسياسية المؤثرة في إنتاج وتلقي المضامين الإعلامية.
3. ضرورة الدمج بين مجالي التربية الإعلامية وتعليم الإعلاميين، لأن إنتاج الرسائل الإعلامية لا يتم بمعزلٍ عن المتلقي أو بدون تصور للطرق المختلفة التي يتفاعل بها الجمهور مع الرسالة الإعلامية.
4. تجاوز الرؤية التجزيئية والوصفية للظاهرة الإعلامية والاتصالية مع أهمية التركيز على تفسير وتحليل عملية التلقي التي تحتوي على تعقيدات عديدة لاستيعاب المضامين والوسائط الإعلامية الجديدة. فعلى الرغم من ثراء النماذج الاتصالية الكلاسيكية والتوسع المنتظم للمرجعيات العلمية لعلوم الاعلام والاتصال، كبروز نظريات التأثير والجمهور والرأي العام، وكذلك إضافة إشكاليات نوعية للفكر الاتصالي، فإن “المرسل إليه" مازال يمثل الحلقة الضعيفة في عديد البحوث والدراسات، خاصة في الجامعات العربية.
5. لم تعد معظم نماذج الاتصال التي طورها باحثو الاتصال منذ أربعينيات القرن الماضي كافية لشرح ديناميات الاتصال في العصر الرقمي، حيث تداخلت الأدوار وتبدلت المواقع وأصبح المتلقي مرسلاً، والفرد مؤسسة والحيز الجغرافي لا محدوداً، ومن ثم فإن الفصل بين المرسل والمتلقي صار جدلياً أكثر منه واقعياً، وصار الأقرب للواقع أن نقول إن كل متلقٍ هو مرسل محتمل، وكل مرسل يحتاج أن يكون متلقياً كي يواصل العمل.
6. تشخيص علاقة الحقل التربوي والتعليمي بالمضامين الإعلامية، وبالوسائط التكنولوجية واستخداماتها، وذلك بالتركيز على مسارات البيئة التعليمية المتعلقة بتأهيل وتدريب كوادر إعلامية مسؤولة في ظل بيئة إعلامية معقدة ومستحدثات تكنولوجية جديدة.